اهرامات مصر
بنيت الأهرامات بمصر وعددها 90-100 هرم علي خط واحد يمتد من أبو رواش بالجيزة حتي هوارة علي مشارف الفيوم . وهي بنايات ملكية بناها قدماء المصريين في الفترة من سنة 2630 ق.م. وحتي سنة 1530 ق.م. وقد تدرج بناؤها من هرم متدرج كهرم الملك زوسر (3630 ق.م. – 2611ق.م.) بسقارة إلي هرم مسحوب الشكل في شكل هرمي كأهرامات الجيزة . وبني الملك خوفو الهرم الأكبر أحد عجائب الدنيا السبع . وكانت الأهرامات المصرية مقابر للملوك والملكات . وكانت تبني المعابد بجوارها ليساعد الكهنة الروح الملكية لتسير فيما بعد الحياة . أما الملوك التالين له بالجيزة ، وسقارة، وأبو صير فقد اكتفوا بتشييد مرتفعات من الحجارة أقل حجما وفخامة. ويلاحظ الفرق الواضح بين تلك الصروح، وبين المصاطب الخاصة بكبار موظفيهم الموزعة حولها، ويفضي كل هرم قد استقر فوق الهضبة الغربية والوادي المنفي (نسبة إلى منف) ، إلى معبد على مستوى مرتفع (المعبد الجنائزي) يستند تحت قاعدته، ويرتبط عن طريق ممر مغطى بمعبد آخر منخفض (معبد الوادي) ، و "بمدينة الأهرام" التي يقوم سكانها بحرث الحقول ورعايتها . وتوجد أيضا أهرام أخرى أصغر حجما بجوار هرم الملك دلفن الملكات. وابتداءا من حكم الملك"أوناس Ounas" نقشت على جدران حجرة دفن الملك (ثم الملكات بعد ذلك) "متون الأهرام Les Textes des Pyramides" ، وهي صيغ وعبارات تسمح لأوزوريس الملك أن يستعيد كماله الجسماني، ويعود إلى السماء ليتقاسم مع الشمس أبديتها، تكون مصدر غذاء له، وينجو من مخاطر الجحيم. ولا شك أن الهرم المدرج يجسد فكرة الإرتقاء والصعود، أما شكل الهرم الكامل فليس سوى تجسيم للإلتقاء والاتصال (بين أشعة الشمس والأرض الأولية في بداية الخلق) ، ولايزال المتخصصون في العمارة القديمة يتناقشون حتى اليوم في بعض التفاصيل الخاصة بطرق البناء، ويحاولون على وجه الخصوص معرفة كيفية إعداد المنحدر المستخدم في رفع الأحجار. كما يقرون بمهارة ومقدرة بناة الأهرام، ومحاولاتهم وتجاربهم الفائقة التي لايمكن إنكارها، أما الأهرام الشامخة بمنطقتي دهشور والجيزة وغيرهما من أهرام منطقة منف، فلم يكن الغرض من وراء تشييدها إبعاد الناهبين وتضليلهم – فهذا أمر مستبعد في ذلك الحين – أو توصيل رسالة ما إلى عصرنا الحالي، ومن المؤكد أن حجم بناء الهرم لا تتناسب ضخامته مع ممراته وحجراته (وهذا غير عملي) ، بيد أن الهرم ليس مكانا جنائزيا فحسب ، بل هو أيضا قمة الصرح الذي يعد تتويجا للحكم.
وفي المملكة القديمة Old Kingdom (2585 ق.م. – 2134 ق.م. ) كان الفنانون المصريون ينقشون بالهيروغليفية علي جدران حجرة الدفن للمومياء الملكية نصوصا عبارة عن تعليمات و تراتيل يتلوها أمام الآلهة وتعاويذ لتحرسه في ممره لما بعد الحياة. وهذه النصوص عرفت بنصوص الأهرام Pyramid Texts . وإبان عصرهذه المملكة القديمة بنيت الأهرامات الكبيرة من الحجر لكن مع الزمن قل حجمها .
لأنها كانت مكلفة . لهذا نجد في المملكة الوسطي (2630 ق.م. – 1640 ق.م. ) كانت تبني بالطوب اللبني من الطين. وكانت أضلاع الأهرام الأربعة تتعامد مع الإتجاهات الأصلية الأربعة ( الشمال والجنوب والشرق والغرب). ومعظم الأهرامات شيدت بالصحراء غربي النيل حيث خلفها تغرب الشمس. لأن قدماء المصريين كانوا يعتقدون أن روح الملك الميت تترك جسمه لتسافر بالسماء مع الشمس كل يوم . وعندما تغرب الشمس ناحية الغرب تعود الروح الملكية لمقبرتها بالهرم لتجدد نفسها . وكان مدا خل الأهرمات في وسط الوا جهة الشمالية من الهرم . ويرنفع مدخل الهرم الأكبر 17مترا من فوق سطح الأرض حيث يؤدي لممر ينزل لغرفة دفن الملك . وتغير تصميم الأهرامات مع الزمن. لكن مدخلها ظل يقام جهة الشمال ليؤدي لممر ينزل لأسفل وأحبانا يؤدي لغرفة دفن الملك التي كانت تشيد في نقطة في مركز قاعدة الهرم. وأحيانا كانت تقام غرف مجاورة لغرفة الملك لتخزبن مقتنياته والأشياء التي سيستخدمها في حياته الآخرة ومن بينها أشياء ثمينة. مما كان يعرضها للنهب والسرقة .
وكان الهرم يبني حوله معابد وأهرامات صغيرة داخل معبد للكهنة وكبار رجال الدولة.وكان متصلا بميناء على شاطيء النيل ويتصل به عدة قنوات .وكان يطلق عليه معبد الوادي الذي كان موصولا بالهرم بطريق طويل مرتفع ومسقوف للسير فيه. وكان هذا الطريق يمتد من الوادي خلال الصحراء ليؤدي لمعبد جنائزي يطلق عليه معبد الهرم وكان يتصل بمركز الواجهة الشرقية للهرم الذي كان يضم مجموعة من الأهرامات من بينها أهرامات توابع وأهرامات الملكات. وكانت هذه الأهرامات التوابع أماكن صغيرة للدفن ولايعرف سرها .وكان بها تماثيل تمثل روح الملك . وكانت أهرامات الملكات صغيرة وبسيطةوحولها معابد صغيرة وكانت مخصصة لدفن زوجاته المحببات له.
ويطلق علي هرم الملك خوفو الهرم الأكبر حيث يقع بالصحراء غرب الجيزة بمصر وبجواره هرما الملك خفرع (إبن خوفو) والملك منقرع (حفيد خوفو). وكانت طريقة الدفن قد بدأت لدي قدماء المصريين من مقابر قديما إلي الأهرامات مابين سنة 2920 ق.م. إلي سنة 2770 ق.م.ومنذ عام 2770 ق.م. –2649 ق.م. كان الملوك يدفنون في بلدة أبيدوس في قبور عبارة عن جدران من الطوب فوقها مصطبة من الرمل .وفي سنة 2649ق.م. حتي سنة 2575ٌ ق.م. كان الملوك يدفنون تحت مصطبة من الطوب اللبن. لكن الملك زوسر الذي حكم من سنة 2630 ق.م. حتي 2611ق.م. بني هرمه المدرج بسقارة وهو عبارة عن مصطبة مربعة مساحتها كبيرة ويعلوها مصاطب متدرجة المساحة مكونة هرما يعلوها. ويتكون من 6 مصاطب. وقد صممه الوزير المعماري أمنحتب. ثم أخذ الملوك يبنون مصاطبهم من الحجارة . وأول من بني هرما حقيقيا كان الملك سنفرو في بلدة دهشور. وما بين سنتي 2465ق.م. و2323ق.م. أخذت الأهرامات الملكية لايهتم ببنائها جيدا . وفي عهد المملكة الحديثة (1550 ق.م.–1070 ق.م.) لم يعد ملوكها يدفنون في الأهرامات ونقلوا موقع مقابر الدفن في وادي الملوك حيث عاصمتهم الجديدة الأقصر (طيبة).
أهرمات الجيزة تقع بهضبة الأهرامات بمدينة الجيزة (منف أو ممفيس) بمصر بالضفة الغربية للنيل. بنيت حوالي 2480-2550 ق.م.، هي عبارة عن ثلاثة أهرامات هي هرم خوفو وهرم خفرع وهرم منقرع. هذه الاهرامات هي مقابر ملكية كل منها يحمل اسم الملك الذى بناه و تم دفنه فيه بعد موته، والبناء الهرمى هنا هو مرحلة من مراحل تطور عمارة المقابر فة مصر القديمة و التى بدأت بحفرة صغيرة تحولت إلى حجرة تحت الارض ثم إلى عدة غرف يعلوها مصطبة وبعد ذلك تطورت لتاخذ شكل الهرم المدرج بواسطة المهندس إمحوتب وزير الفرعون زوسر في الأسرة الثالثة والهرم موجود في جبانه سقارة. وتلا ذلك محاولتين للملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة لبناء شكل هرمي كامل ولكن ظهر هرمين غير سليمي الشكل وهما يقعان في دهشور، أحدهما مفلطح القاعدة والآخر اتخذ شكلا أصغر بعد نصف الحجم، واستطاع المهندس هميونو مهندس الملك خوفو أن يصل للشكل الهرمى المثالى وقام بتشييد هرم خوفو بالجيزة على مساحة 13 فدان وتبع ذلك هرمي خفرع ومنكاورع .
هناك الكثير من المعلومات المشوّقة والمثيرة للفضول لا يعرفها إلّا قلّة قليلة من الناس، فإليك 15 حقيقة لا تعرفها عن الأهرامات:
1. تعتبر أهرامات الجيزة الثلاثة الأكثر شهرة وتداولا، ولكن في الحقيقة هناك 80 هرماً تم اكتشافها مؤخراً في منطقة مصر القديمة، ولكن ما يجهله الكثير من الناس بأنّ مصر ليست الدولة الوحيدة التي توجد فيها الأهرامات في المنطقة، حيث يوجد في السودان 220 هرماً محتلّة بذلك المرتبة الأولى من حيث العدد.
2. يعتبر هرم ”زوسر“ الذي يقع في مدينة ”سقارة“ أقدم الأهرامات الموجودة على الإطلاق، وتعود نشأته إلى القرن 27 قبل الميلاد.
3. في حين يُعتبر هرم زوسر الأقدم، احتلّ هرم خوفو (هرم الجيزة) مرتبة الأكبر حجما بين أقرانه، حيث يبلغ ارتفاعه الحالي 146,5 متراً، بالإضافة إلى كونه أحد عجائب الدنيا السبع.
4. تختلف التقديرات حول ما تطلّبته الأهرامات من القدرات البشرية لبنائها اختلافاً كبيراً، ولكنها بلغت تقريباً حوالي 100,000 شخص.
5. لم تبنَ الأهرامات بين ليلة وضحاها، بل استغرق بناء الهرم الأكبر لوحده ما يقارب الـ200 عام، وبناء الممرات والأجزاء السفلية منه عشرة أعوام وفقا للمؤرخ اليوناني ”هيرودوت“، الذي زار مصر في القرن الرابع قبل الميلاد بعد أكثر من 2000 سنة من بناء الهرم، وكان قد سمع هذه الروايات وغيرها من بعض الكهنة والرواة، مما يدل على أن العديد من عمليات بناء الأهرامات بدأت في الوقت ذاته.
6. بُنيت جميع الأهرامات المصرية على الضفة الغربية من نهر النيل المعروف آنذاك بموقع غروب الشمس، وكان ذلك مرتبطاً بأحد الأساطير المصرية القديمة وهي أسطورة ”مملكة الموتى“.
7. دُفن المصريون النبلاء القدامى في الأهرامات مع جميع ما كان يملكونه من أغراض قيمة كالمجوهرات الفاخرة، فقد كان يعتقد آنذاك بأنّ الموتى سوف يستخدمونها في الحياة الآخرة.
8. عُرفَ أول مهندس أهرامات باسم ”أمحوتب“، وهو مهندس وطبيب مصري قديم إضافة إلى ثقافته الواسعة والمتعددة، وينسب إليه تصميم الهرم الرئيسي الأول ”زوسر“.
أول مهندس أهرامات باسم ”أمحوتب“
9. يتفق الخبراء على فرضية بناء الأهرامات من أحجار ضخمة منحوتة بالأزاميل النحاسية، ولكن أساليب نقل ووضع هذه الحجارة ماتزال مسألة من المضاربات والمناقشات، ولغزاً محيراً إلى يومنا هذا.
10. وفقاً لتعدد تصاميم بناء الأهرامات، تجلّى لنا أنّ طريقة بناء الأهرامات قد تطورت مع مرور الوقت، فالأهرامات القديمة لم تُبنَ بنفس طريقة مثيلاتها اللاحقة.
11. كالعديد من الآثار والنوادر الأخرى في العالم، تعرضت أهرامات الجيزة لمحاولة الهدم من قبل العزيز والسلطان الأيوبي الثاني في مصر؛ ولكن محاولاتهم باءت بالفشل بسبب صعوبة المهمة وتعقيدها، إلّا أنهم نجحوا في إلحاق الضرر بهرم ”مينكور“ وهدم جزء يسير من جهته الشمالية.
محاولة هدم الاهرامات تظهر جليا في هذا الشرخ
12. تتماشى أهرامات الجيزة بدقة هائلة مع مجموعة النجوم ”أوريون“، فقد اتخذها البناؤون كمرشد لهم في بنائها. فقد ارتبطت هذه النجوم ارتباطاً وثيقاً مع الإله ”أوزيريس“ إله إعادة البعث والحياة الآخرة وفقا للمصريين القدماء.
أهرامات الجيزة ومجموعة النجوم ”أوريون“
13. يحتوي الهرم الأكبر في الجيزة حسب التقديرات على أكثر من مليوني كتلة حجرية يتراوح وزن الواحدة منها بين 2 و30 طنا، بالإضافة إلى بعض الكتل التي تزن أكثر من 50 طنا.
14. كانت الأهرامات في الأصل مغطاة بطبقة من الحجر الكلسي الأبيض المصقول بعناية، مما أعطاها منظر جوهرة ضخمة متألقة تعكس أشعة الشمس عليها، وقد كان بالإمكان رؤيتها من مسافة بعيدة جداً.
وأخيراً، تمتلك هذه الهياكل الضخمة العديد من الأسرار غير المكتشفة بعد، بالإضافة إلى الممرات السرية، والغرف المخفية المتعددة، مما يجعل منها واحدة من عجائب الدنيا السبع.
فإذا كنت من المولعين بالخفايا والشيفرات فما عليك إلا زيارة هذه الصروح العظيمة.