متحف القصبه
قصبة صفاقس أو محرس صفاقس أو رباط صفاقس أو قصر صفاقس، هي قلعة تقع في الرّكن الجنوبي الغربي لمدينة صفاقس العتيقة وهي اليوم متحف للعمارة التّقليدية بصفاقس.
مشهد عامّ للقصبة سنة 2010
كانت مركز الحكم في المدينة ثمّ ثكنة الجيش الأساسيّة بها. وقد سبق إنشاؤها إنشاء السور والمدينة، فقد كانت برج مراقبة شيّدهالأغالبة على الساحل.
موقعهاعدل
توجد القصبة بالركن الجنوب غربي من المدينة العتيقة بالقرب من باب القصبة. تمثل القصبة مع كل من برج النار، برج القصر و برج السمراء زوايا الأسوار الأربعة.
و هي تحتل أعلى مكان بالمدينة، الأمر الذي خول لها ليس فقط مراقبة خارجها، و إنما داخلها كذلك.[1]
تاريخهاعدل
التّأسيسعدل
مشهد خارجي للقصبة
أنشئت القصبة ضمن حملة لمراقبة السّواحل وتأمينها قام بها جنودالدولة الأغلبية التي استقلت بحكم إفريقية في أوائل القرن التاسع للميلاد، وقد كانت تتوسّط سلسلة من 10 أبراج مراقبة على طول الساحل الذي يتبع ولاية صفاقس اليوم.
بين هذه الأبراج المنشأة حديثا ما بناه الأغالبة كمحرس صفاقس، وبينها ما ورثوه عن الحضارات السابقة التي حكمت المنطقة كقصر يونقة في جنوب مدينة المحرس اليوم.
وقد أنشئت القصبة مباشرة على البحر قبل أن ينحسر عنها بعد قرون من بنائها، وتكوّنت من برجين عاليين لمراقبة البحر والتّواصل مع الأبراج المحيطة بها عبر الإشارات النارية ومن مسجدين أحدهما تحت الأرض، ربّما كان مخصّصا للصلاة عندما تشكو المنطقة من بعض التّهديدات.
مركز حكمعدل
مع تطوير الرّباط الأغلبي إلى مدينة بقي الرّباط نفسه يحتلّ ركنها الجنوبي الغربي، أصبحت القلعة قصبة البلاد، أي مركز القيادة فيها، فكانت مركزا للعمّال أو للولاّة الّذين تداولوا على الإشراف على المدينةضمن الدّول المتعاقبة الّتي تداولت على حكم إفريقية ككلّ أو حكمتونس بالمفهوم الحديث، وهي على التّوالي الدّولة الفاطمية والزيريةوالموحدية والحفصية. وفي أواخر الدولة الحفصية استقلّ عامل الحفصيين أبو عبد الله المكني بالمدينة عن السّلطة المركزية، فكان ذلك آخر عهد القصبة بدورها كمركز حكم.
ثكنة عسكريةعدل
بقدوم العثمانيين، تغير النظام الإداري للدولة، فأصبح الوالي هو الحاكم المحلّي، ولم يكن مقرّ هذا الأخير القصبة. لكنّها في المقابل كانت مقرّ الآغا وعساكره، والآغا هو الحاكم العسكريّ المحلّي، وإليه ترجع مهمّة إخضاع البلاد، فكان مشرفا بذلك على كلّ قلاعها ومحارسها، وكان بالتالي الحاكم الفعلي للمدينة.
بقي الحال على ما هو عليه طيلة حكم العثمانيّين المباشر، ثمّ غير المباشر مع البايات المرادّين. ومع وصول البايات الحسينيين إلى الحكم، تراجع دور الآغا على حساب القايد، وهو اللقب الذي أسند إلى الولاة الحسينيين، وأخذ حال الجيش بالتدهور شيئا فشيئا.
ومع سقوط البلاد في يد الاحتلال الفرنسي سنة 1881، عوض الجندرمية الفرنسيون العسكر التركي العثماني، ثمّ عوّضهم بدورهمالحرس الوطني التونسي لفترة قصيرة بعد استقلال تونس وتحويلها إلى جمهورية.