يمثل نهر النيل شريان الحياة في مصر، وقد صدق قول المؤرخ اليوناني “هيرودوت” عندما قال أن “مصر هبة النيل”، فلولا النهر الخالد لكانت مصر صحراء قاحلة لا زرع فيها ولا ماء، وكان من الطبيعي أن يكون لنهر النيل العظيم الذي قدسه المصريون القدماء، متحفٌ خاصٌ به، يحكي تاريخ حضاراتٍ عريقةً عاشت على ضفافه، وقصص جيران دول حوض النيل الذين ربطت أواصر الصداقة والمحبة بينهم وبين مصر، مما جعل متحف النيل ضمن معالم السياحة في أسوان التي تجذب السياح من جميع بلدان العالم وخاصة من دول حوض النيل الشقيقة.
يجمع المتحف الكثير من آثار الحياة القديمة لدول حوض النيل، مع علامات إرشادية تحكي الكثير عن رحلة النهر الخالد من منبعه في هضبة البحيرات وهضبة الحبشة (إثيوبيا حالياً) وحتى يصب فائض مياهه في البحر المتوسط، كما يجد الزائر توثيقاً للمشاريع المائية التي قامت على مجرى النهر من العصور الأولى وحتى العصر الحديث، ولم يغفل القائمون على المعرض إضافة اللمسات الفنية لفنانين مصر العظام، وأيضاً إضافة الجداريات القديمة التي تظهر الفلاح المصري القديم وعمله في مراحل الزرع والحصاد.